الأمم المتحدة ترحب باتفاق السلام بين كينشاسا وكيغالي وتدعو لمواجهة الكراهية
الأمم المتحدة ترحب باتفاق السلام بين كينشاسا وكيغالي وتدعو لمواجهة الكراهية
رحّبت الممثلة الخاصة للأمين العام في جمهورية الكونغو الديمقراطية ورئيسة بعثة الأمم المتحدة لتحقيق الاستقرار (مونوسكو)، بينتو كيتا، بتوقيع وزيري خارجية الكونغو الديمقراطية ورواندا على مسودة اتفاق سلام في العاصمة الأمريكية واشنطن، ووصفت الحدث بأنه "خطوة كبيرة نحو إنهاء الصراع المزمن في المنطقة".
جاء ذلك خلال إحاطة قدمتها كيتا أمام مجلس الأمن الدولي الجمعة، حيث أشادت بالدور الأمريكي في تسهيل المفاوضات، إلى جانب جهود رئيس أنغولا جواو لورينسو، ورئيس توغو فوري غناسينغبي، وغيرهما من الفاعلين الإقليميين، مؤكدة أن "الاتفاق يشكل منعطفًا حاسمًا نحو السلام والاستقرار في منطقة البحيرات العظمى" وفق موقع أخبار الأمم المتحدة.
دعوة لنبذ الخطاب الإقصائي
حضّت كيتا القادة الكونغوليين على تعزيز مناخ التسامح والابتعاد عن الخطابات التي تؤجج الانقسامات العرقية والسياسية، كما دعت إلى اعتماد مشروع القانون المناهض للقبلية والعنصرية وكراهية الأجانب، معتبرة أنه يمثل "خطوة أساسية لحماية الوحدة الوطنية ومنع التجاوزات".
خلال زيارتها الأخيرة إلى مدينة غوما، شكرت كيتا الأطراف الفاعلة، بما فيها تحالف القوى من أجل التغيير وحركة 23 مارس، على تسهيل أول زيارة ميدانية لها إلى المدينة منذ سقوطها. وقالت إن الهدف كان "رفع معنويات أفراد بعثة مونوسكو والتأكيد على التزامنا تجاه المجتمعات المتضررة".
وحذرت في الوقت ذاته من ظهور جماعتين مسلحتين جديدتين بقيادة كل من إينوسنت كاينا وتوماس لوبانغا، وهما شخصيتان مدانتان بارتكاب جرائم دولية جسيمة، من بينها تجنيد الأطفال.
وأوضحت أن بعثة مونوسكو، بدعم لوجستي، سهلت نقلًا آمنًا لـ1359 من أفراد القوات الأمنية الكونغولية غير المسلحين وعائلاتهم إلى العاصمة كينشاسا، في خطوة تهدف إلى تخفيف التوتر والقيود الميدانية على عمل البعثة الأممية.
تمويل إنساني متراجع
كشفت كيتا أن تعليق التمويل من الجهة المانحة الأساسية، التي تغطي 70% من العمل الإنساني، أجبر المنظمات على التركيز فقط على الاحتياجات المنقذة للحياة، ما يهدد بانهيار شبكات الدعم للمجتمعات المنكوبة.
وقالت: "مع نهاية شهر يونيو، لم يُموّل سوى 11% فقط من خطة الاستجابة الإنسانية لعام 2024"، مؤكدة أن الأزمة الأمنية شرق البلاد تتفاقم يومًا بعد آخر في ظل هذا العجز.
وفي ختام إحاطتها، أعربت كيتا عن تفاؤلها الحذر بشأن التقدم المحرز في المسار السياسي، لكنها شددت على أن "الطريق إلى السلام الدائم في الكونغو الديمقراطية يتطلب مسؤولية جماعية وتعاونًا إقليميًا ودوليًا مستمرًا".
وتشهد جمهورية الكونغو الديمقراطية صراعًا مسلحًا طويل الأمد، خصوصًا في إقليم كيفو الشرقي، حيث تنشط عشرات الجماعات المسلحة، وتُتهم رواندا بدعم بعض هذه الجماعات، في حين تتبادل كينشاسا وكيغالي الاتهامات بالمسؤولية عن زعزعة الاستقرار.
وتأسست بعثة مونوسكو عام 2010، خلفًا لبعثة أونوسكو، وتُعد واحدة من أكبر بعثات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في العالم، وتواجه تحديات جمّة في ظل تصاعد العنف وتقلص التمويل الدولي.